أنجبت دبي رجالات حملوا على عاتقهم مسؤولية بنائها، وتكللت مسيرة حياتهم بمحطات ملهمة، وإنجازات متميزة، وعطاء دائم، تروي آمالهم في صناعة التميز لبلادهم، وهو ما دأب على تحقيقه بطل حكايتنا اليوم، سالم أحمد الموسى، الذي بدأ بسرد قصته بعبارة «أنا من إنتاج مدرسة راشد».
ولد سالم الموسى عام 1948 م، ونشأ في حي الشندغة بإمارة دبي، لأسرة كريمة، كان والده أحمد الموسى يعمل السكرتير الأول لدى المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، حرص على تعليم ولده منذ الصغر، لذا، ألحق سالم بمدرسة الأحمدية، ثم مدرسة الشعب بدبي، وعندما أتم الثانوية، قدم له المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، منحة لمتابعة دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد بجامعة تامبا في فلوريدا.
وعندما أتم سالم دراسته الأكاديمية، وعاد إلى دبي، أشار إليه المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بالعمل في مجال البناء والمقاولات، وهو ما كانت تحتاجه البلاد في تلك الفترة، وبالفعل، بدأ سالم مسيرته العملية بالبناء في حي الكرامة بدبي، ثم شارع الشيخ زايد، وتقاطع حديقة الصفا وشارع الوصل، وشارع الشيخ محمد بن زايد ومنطقة الشندغة، ووصل متحف دبي بقلعة الفهيدي، وبنى 12 سداً في منطقة حتا، وأنجز الكثير من المشروعات التي ساهمت في تأسيس وتطوير البنية التحتية بدبي.
واستحوذ العمل الخيري والخدمة المجتمعية على جزء كبير من مسيرة حياة الموسى، بدءاً من تقديم الدعم لرعاية الأحداث بدبي، والمساهمة في دعم الرياضة من خلال نادي النصر، والمساهمة في دعم مبادرة العطاء لتعليم ملايين الأطفال حول العالم، والمساهمة في المبادرات المختلفة لمؤسسة محمد بن راشد الخيرية، وغيرها من المشروعات الإنسانية التي تطلقها مختلف الجهات الداعمة للعمل الخيري بدبي.
وفي عام 2014، عندما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مشروع «قرية العائلة»، برعاية مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر بدبي، والذي يوفر البيت الآمن لنحو 100 طفل يتيم، مع تقديم كافة الخدمات من مأوى ورعاية صحية كاملة، وأنشطة ترفيهية وتأهيلية للأطفال، بإشراف نخبة من الأمهات والخالات والعمات البديلات، كان سالم من أوائل المبادرين لدعم المشروع، وقدم ثلاثة ملايين درهم للمؤسسة، بهدف إنشاء مبنى سكني كامل، ضمن مشروع «قرية العائلة»، ليكون وقفاً خيرياً دائماً، يحمل اسم «سالم أحمد الموسى».
واستمر سالم الموسى على مدار سنوات، بتفقد أطفال «قرية العائلة»، من خلال المشاركة في مختلف المبادرات والفعاليات المقامة لهم في مناسبات عدة.
يقول سالم أحمد الموسى، إن ما يقدمه في سباق العمل الخيري، هو حق للمستفيد، وواجب عليه، ويؤكد أنه منذ نعومة أظفاره، تعلم من المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، أن الحياة عطاء وبناء، وذلك ما سعى لغرسه في نفوس أبنائه أيضاً، الذين حرصوا بدورهم على مواصلة مسيرة العطاء والبناء التي بدأها أبوهم.